الكوميديا
النشاة والدلالة
إعداد التقديم: محمد صولة
إن الحديث عن الكوميديا أو الهزلي هو أصلا حديث مرتبط بالتأطير الأرسطي لها، فتحت عنوان " في الهزلي والكوميديا والفارق بينها وبين التراجيديا"، من كتاب "فن الشعر " لأرسطو طاليس ، نلاحظ أنه يعرف الهزلي (بأنه تشويه ونقص في الطبيعة بغير ألم أو ضرر)، وفي هامش أول من نفس الصفحة ، وهو يفسر الملهاة، يقول بأنها( محاكاة الجانب الذي يثير الضحك في الفعل القبيح أو الصفة القبيحة)، هكذا نجد أن الهزلي أو الملهاة أو الكوميديا ، على الرغم من الفروقات المصطلحية المحددة للنوع بينها، فإنها تصب في حقل واحد هو المسرح، ومع ذلك( فتاريخ الكوميديا وهو تاريخ ناقص، لأن الأخبار قليلة عن نشأتها لعدم الإحتفال لها، فلا نعرف إلا أن الخرافات الكوميدية الأولى ـ أي التأليفات القائمة لا على الهزلي الصادر عن الهجاء، ولكن على الهزلي القائم على عقدة الفعل ـ قد أتى بها رجلان من صقلية عاشا في صرقوسة هما: أفيخارموس و فورميس، وكان أول مؤلف كوميدي في آثينة بهذا المعنى هوأقراطيس)، وبذلك يتضح تاريخ التراجيدياعند أرسطوكاملا، في حين أن الكوميديا أو( الملهاة فنجهل نشأتها لأنها قليلة الشأن غير معتنى بها، والوالي لم يسمح بتقديم جوقة من الممثلين الهزليين إلا متأخرا، وقبل هذا كانوا من المتطوعين ولا يذكر الناس الشعراء المسمين هزليين (كوميديين)إلا منذ أن تكونت للملهاة صورتها)، فهل الكوميديا مرتبطة بالضحك أو الإضحاك، أوأنها شيء آخر؟
لقد تناول الباحثون الضحك من زوايا مختلفة ، فبرغسون استند إلى آلية الحياة واعتبرها مكونا أساسا للضحك، وفرويد درس الضحك باعتباره تفريغاحثيثا لطاقة سيكولوجية، أما لالوفكان عنده (الضحك كفقدان للإنسجام البوليفوني بإنقاص القيمة)، وأشكال الخطاب الهزلي الكوميدي هي:
السخريةIronie.
الفكاهةHumour.
المحاكاة الساخرةParodie.
الهجاءSatire .
إن الكوميديا وإن اقتصرت على تقديم نماذج القاع الإجتماعية، فغنهل لم تكن ذات يوم ساقطة كما يدعي البعض ، بل استطاعت أن تجد لها مكانة إلى جانب التراجيديات العميقة بالنسبة لأفعال النبلاء، وهكذا تشكلت لها وظيفة جوهرية، منها الحكيمة أو المجنونة ، وكلاهما يخدم القضايا الإنسانية النبيلة.
استفدنا في إعداد هذا التقديم من كتاب" فن الشعر" لأرسطو طاليس وكتاب حسن يوسفي"المسرح ومفارقاته".
صحافة
الاثنين، 19 أبريل 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق