صحافة

                                                  

السبت، 18 أكتوبر 2008

هل أتاك حديث البرلمان ؟

الحر بالغمزة

هل أتاك حديث البرلمان ؟
محمد صولة
sawla.mohamed@hotmail.com

من الممكن أن يتم الحديث عن البرلمان من مستويات عدة ، هي على الشكل التالي :

برلمان الطفل :
يبرز الكبار دائما ، ويختارون الصغار قصد أن يعيدواصورهم حسب منظوراتهم
الخاصة ، يضعون لهم القوانين ويحاولون ترسيخ أفكار ما ، لكن الصغار دائما
يعبثون داخل البرلمان ، لأنهم يعرفون أنهم يلعبون كما هو شأنهم عندما يتدافعون
بمناكبهم في الحدائق والساحات العمومية ، وهم في البرلمان حين يجلسون على
الكراسي الوثيرة ، لايتذكرون غير لعبهم الطفولي عندما يقفزون فوق الأسرة ،
فالبرلمان بالنسبة للطفل بيت للكبار لا يمكنه أن يكون له ذات يوم ، وإلا لكان
لهم الآن حكومة ووزير أول ، فما رأي فقهاء القانون في هذه الصورة التي
تختزل البراءة في السياسة ، والطفولة في المثول أمام اللاشيء ، لايمكن
للطفل أن يكون كما نريد ،إنه هو ، وكما يريد هو ، وما يوضع فيه يجعله
لعبة غير مستساغة في يد أخر لايألفه ولايحبه ، إن البرلمان ليس ساحة أو
حديقة أوغرفة نوم يمكننا أن ننوم فيها أطفالنا إلى أجل غير مسمى .
برلمان المرأة :
صوت المرأة في البرلمان شكلي ، يلج هذا المكان وهو كسير ومكلوم
ووراءه البلايين من الطابوهات والمحرمات ، ها هي المراة الآن قد دخلت
إلى البرلمان ، إنها لم تصل إلى هذا إلا عبر كوطا رسمت لها مسارها
وحددت لها بسب المشاركة من قبل ، قد يقول البعض : إن المرأة اقتلعت
حقها بأسنانها ، واجترحت وجودها بأظافرها ، لكنها ما فتئت لحد الساعة
تطالب بالمساواة والعدالة والإنصاف .
برلمان الرجل :
ليس هو كعادته هكذا ، إنه خيمة يجتمع فيها الناس من كل حدب وصوب ،
فيهم الزبائن البائعون والذين يشترون ، فيهم المتعلمون والأميون ، فيهم
المصلحون وغيرهم ، فيهم المصلون والسكارى و" المترفحون " وكل
السماسرة وآخرون ، تحت القبة تعقد الصفقات الجهنمية ، وفيها تؤمن
الخبزة لأصحابها ، يتكلمون كثيرا ، ويتضاحكون عندما تكون الكاميرا
لاتترصد وجوههم ، لكنهم ما إن تلتفت إليهم عدست المصور حتى يعبسون
ويكرشون ، أويضعون رأسهم بين أيديهم ليوهموا الناس بانهم يفكرون .
برلمان وصافي :

القضايا لاتلبى للناس في حينها ، فهذا المكان لايمكنه أن يعكس طموحهم ،
بل هو اختزال لصورة الآخر ليس إلا ، وبالتالي فالقانون في واد والبرلمان
الذي يجسد مشاكل الناس وآمالهم في واد آخر ، واللهم اجعل آخرنا أحسن
من أولنا ، أنت السميع العليم .
برلمان النيت :
كلما حولت أن أحلم بشيء جميل كالعادة إلا وتذكرت ذلك المرشح الذي يأتي
إلى الحي ، يخطب كما يحلو له ، يوزع الضحكات هنا وهناك ، يقبل الكبير
والصغير ، يسلم بيديه على المجنون والمتسول والمريض دون مركب نقص ،
لكنه ماإن يدخل البوابة المعلومة للبرلمان حتى ينسى كل شيء ، وينسى نفسه .
ملحوظة :
ماحك جلدك مثل ظفرك ، هذا ما جاء به الكلام الجميل من زمان الماضي
والله يجيب اللي يفهمنا وخلاص .



إن مايتداول في الأوساط العامة هو أنه ليس هناك برلمان بالمرة ، وبما أن