صحافة

                                                  

الاثنين، 1 نونبر 2010

مضى زمن الجهل

الحر بالغمزة ..
مضى زمن الجهل
Sawla mohamed@hotmail.com
محمد صولة
من منا الآن يريد أن يسمع أكثر مما قد سمعه مدة طويلة بخصوص التعليم وإصلاحاته؟ ومن منا اللحظة يقوى على قراءة ما ليس له علاقة بخصوصية التعليم في بلد يدعي أنه يتوق إلى التنمية المستدامة والانتقال الديموقراطي والحداثة ...؟ لاشك أن أزمة المسألة التعليمية، وفق ما أصبحت تعرفه من تعثرات والتباسات في التصور والفهم والتفسير وطرق التناول والإنجازوتحليل المعطيات واستخلاص النتائج ، لكفيلة بأن تضاعف من سوء التعاطي الإيجابي لما هو في صالح انفتاح منظومتها التربوية على محيطها، فلنتصور بلدا تتخرج فيه أفواج جامعية من العاطلين ذوي الشهادات العليا، كيف يكون مآله مستقبلا؟ وحتى الذين يقفون عند حدود دنيا في الدراسة ، لأن الواقع يقصيهم بطريقة مباشرة، ما هو موقعهم في المجتمع؟و دون أن نفتح الباب على الذين أكملوا دراساتهم ونالوا الدكتورة، سواء الذين هم في العراء بلا ماء ولا زاد( أمام قبة البرلمان يصرخون)، أو الذين يشتغلون في ظروف قاهرة لا علاقة لها بمواقعهم العلمية، عماذا نتحدث في الحوار التربوي التعليمي؟ هل عن الخبزفقط أو عمايمكنه أن يضمن الإستقرار والأمن النفسيين للإنسان أو خوفا من صراع نخب جديدة لا نضمن الإجابة عن أسئلتها المستفزة ؟ قد لا يتفق معي البعض ، لأن الطرح بالنسبة للظرف يهم المعيشي قبل أن يهتم بالبحث العلمي ، فالأستاذ الذي انتظر زمنا ليرقى ، لكنه وجد نفسه خارج ما يحلم به ، واضطر لأن يضيع عمره بالكامل يترقب شيئا ما يأتيه أو لا يأتيه ، فجأة يخصم من أجره أويرمى به هكذا لاعتبارات الكوطا اللعينة أو الكثرة، ما ذنبه إذن في العملية؟ سيلجأ من تلقاء نفسه إلى ما قد نسميه العبث واللامبالاة وتكريس تحصيل الحاصل ، وبالتالي تصبح المسألة التعليمية شيئا عاديا وليس لها أدنى اعتبار.
في التعليم غالبا ما نتحدث عن الإصلاح أو التغييرفي النادر من الأمور، إذا اقتضى الحال ذلك ، فليس ما يطالب به السياسي قد يتحقق بين عشية وضحاها، هكذا، أو أن البعض حين يقول بأن النخب السياسية غير قادرة على أن تكون مؤهلة لامتلاك سلطات ما، برلمانية أو حكومية، فإن حواره مشوب بالغموض والإلتباس ، فماذا يريد من سياسة يشارك فيها ولا يفعل فيها ؟ لذلك فالتعليم سياسة فعلية ميدانية تخص أولا الأستاذ والحارس العام والناظر والمدير والعون والمقتصد وكل من يفعل في الساحة المدرسية والجامعية بصفة مباشرة، وإلا سيصبح المجال وعاء يشمل الذي يعمل والذي لايعمل ، إني أرى أن ما يحاول البعض تكريسه على المدى المتوسط والبعيد، لأنه الآن مستفيد من الوضعية، هوربح الوقت لا أقل ولا أكثر، ويقول بعض آخر بأن التعليم مسألة تخص المجتمع، جميل جدا، فما جدوى أن لا يصير قاطرة التنمية استراتيجيا(يحس الفرد بأنه يضمن مستقبله في التعليم والتعلم)، وليس أفكارا ونظريات لاعلاقة لها بواقع التربية والتكوين، إننا نتلقى قيما خيرة وإيجابية، وإذا أحسسنا بأن هناك مفارقات فيها بين ما هو واقع ومثال، فما لانريده هو أن يسود اليأس والكره، والشك في مصداقية التلقي التربوي، ونكران وظيفة المدرسة في المجتمع.
يقول شاعر مغربي ، هو محمد بن ابراهيم،آه لو يعرفه البعض من هؤلاء، مايلي:
مضى زمن الجهل الذميم زمانه وهـذا زمان آن فـيه التعــلم
فبالعلم شادوا في البحار مساكنا وفيها مع الحيتان عامو وعوموا
وبالعلم سارت في السماء ركابهم وقد أسرجوا متن الرياح وألجموا
وبالعلم إن كانوا جلوسا بمشرق وفي الغرب من يبغي الكلام تكلموا
وبالعلم قد أفنى الفريقان بعضهم وما اختلفت بين الفريقين أسهم
أتاكم زمان يطلب العلم منكم بجد فإن لم تطلبوا العلم تندموا
ويقول الشاعرالمغربي المهدي محمد الحجوي في قصيدته "نحو النهوض":
إلى متى نترك التعليم مهجورا ونحسب العلم في الإفرنج محصورا
إننا نتحسر مع الشاعر علال الفاسي :
إلى كم نعيش بدون حياة وكم ذا ننام عن الصالحات
فواحسرتاه على حالنا وماذا استفدنا من الحسرات
عرانا الذهول ويا ليتنا عرانا الذهول عن المهلكات
أنـبقى بـلا عـمل نافع ونرضى جميعا بهذا السبات؟
أتمنى للتعليم وناسه ذكورا وإناثا كل الخير والعافية، لأنه لم يعد هناك وقت للمجاملات ، أوالسكوت عما يمكنه أن يأتي في صورة سراب أو تزويق ، رحمة الله عليك ياعلال الفاسي وأنا أتذكرك وأنت تقول :
سيعرفني قومي إذا جد جدهم كما عرفوني اليوم إذ قمت أخطب
فما الفذ إلا من يصارح قومه وما الفذ إلا من يقول فيعرب
هذا ما تعلمناه ونعلمه، وهذا ما درسناه ندرسه ، فمن يكذب منا وعلى من؟