صحافة

                                                  

الجمعة، 28 غشت 2009

الحر بالغمزة ...

الحر بالغمزة ...
حوار مع وزير في الغمة المغربية
محمد صولةSawla.mohamed@Hotmail.com
أنا الآن سعيد جدا عندما تم تعييين الكاتب والمثقف بنسالم حميش على رأس وزارة الثقافة، وربما ستكبر سعادتي أكثر عندما تصبح بصمات رجال الثقافة تظهر جلية في المجتمع المغربي ، ولما لا العربي والدولي، أليس هو الذي جاء من مجال الفكر والفلسفة إلى الأدب مسجورا بأسئلة حارقة، لقد تذكرت هذا انطلاقا من توافد وزراء على الوزارة مروا بها دون أن يتركواشيئا عظيما يذكر، لهذا رجعت إلى كتيب للوزيرحميش عنونه " في الغمة المغربية"وحاولت أن أفهم بعض أفكاره، وقفت في البداية على كلمة مهرت بها وكالة شراع الكتاب، وبالضبط قبل محاوره،جيء فيها أن " السياحة لاتقترن فقط بجمال الشمس والطبيعة .. بل إنها تقوم أساسا على أرضية ثقافية." من هذا المنطلق أفهم أن الشأن الثقافي سيكون له شان ، وبذلك سوف لن أكون متسرعا في إصدار الأحكام الجزافية كما يفعل البعض الذي يتاجر بهموم ومشاكل بعضه البعض، أنا الآن أنتظر الأرضية الثقافية التي سينطلق منها المشروع الثقافي في المغرب، أليس السؤال المحوري هنا، هولماذا تم ربط الثقافة بما هو شعبوي تسطيحي ومفلكلر؟
تأتي عناوين الكتيب على الشكل التالي : الغمة والعولمة، بورجوازية غير فاعلة ، سوء تكوين الطبقة العاملة، عالم الفلاحين، مبدأالعدالة الإجتماعية ، في حاضر الغمة، أوضاع المغرب، سؤال..؟ شيءمن التاريخ ، التداول فلسفة، إصلاح التعليم والجامعة، كشف الغمة،وأخيرا عنوان حميش : المفكر والأديب وهو عبارة عن مقتطفات من مقالات ودراسات همت أدب وفكر الوزير حاليا وقد وقعها أدباء ومفكرون من أمثال محمد عزيز الحبابي، وماكسيم رودنسون، وخوان غويتسولو، وفيدريكو أربوس، لكن ما هوعميق في الكتيب يثير أسئلة موجعة ، كانتقادحميش للبورجوازية وطبقتي العمال والفلاحين، إضافة إلى مناقشة مفهوم العدالة الإجتماعية والتاريخ والفلسفة والتعليم والجامعة والعولمة والمغرب، إذ ان كل هذه العناصر عندما يؤطرها حميش من منظوره الخاص طبعا ، يتم ربطها ميكانيكيا بمشروعه الفكري والثقافي ، فهل لنا أن نفهم أن السيد الوزير حاليا يمكنه أن يعيد مناقشة بعض القضايا التي أصبحت في خبر كان؟ لأنه هو الذي قالفي كتيبهلنا وللتاريخ مايلي:
" إن ما يتراءى عبر الحياة اليومية المؤلمة للجماعات والأفراد هو أيضا من تبعات وآثار عهود الإنحطاط الطويلة المتوجة بمآسي الإستعمار وكسوره". ص 17.
" إن البورجوازية الوطنية في المغربن كما هو الحال في غالبية البلدان الثالثية والعربية، لاتشكو من ضعفها الموروث عن الماضي ما قبل الإستعماري فحسب، بل تتحمل أيضا عواقب وضع الدولة التابعة، أي عواقب سياسة إقتصادية مخترقة ، خاضعة لأغراض السوق العالمية الضاغطة المتقلبة ، وبالتالي سيئة التموقع إزاء البلدان الرأسمالية المتقدمة."ص28.
هذه إلماعات حاولت أن أستوعب من خلالها بعض الأمورالتي تبقى حبرا على ورق،
لأن ما من وزير، وكيف ما كان حجمه ، لايمكنه أن يترجم أفكاره إلى معطيات واقعية ، فليعد سعادة الوزير مجددا إلى الغمة المغربية ، وعلى الأقل إلى واقع الثقافة في هذا البلد السعيد ، إننا ننتظر منه الشيء الكثير، وغن لم يقدر فليحافظ على ألمعيته الفكرية ونباهته في تطريز الحكايات الباذخة.

السبت، 22 غشت 2009

الحربالغمزة ...

الحربالغمزة ...

مدن ... مناف ومقابر بالجملة

محمد صولة

sawla.mohamed@hotmail.com


يتساءل المواطن عن سياسة السكن في كل حين، ويريد أن يعرف المزيد عنها وأين وصلت المخططات التي وضعتها الحكومة لمحاربة المدن التي تشبه الأدغال، لكنه يفاجأ، وهذا هو بيت القصيد ، بأن المسألة كلها كلام في كلام، مدن لاترقى إلى مستوى ما يعرف عالميا بالهندسة المعمارية والطوبوغرافية المدينية، فالتصاميم جلها تنزع نحو المحافظة على البناء القبلي والعشائري ، وهذا ما يسقط المدن في تكرار الأشكال النمطية والتقليدية، بحيث إن ظهور المدينة في الثقافة العربية لم يكن وليد وعي حضاري متميز ، بل كان مرتبطا بعقلية الإحتواء والهيمنة ، وبذلك نلحظ أن المدن التاريخية كلها تقريبا مسيجة بأسوار قد تمتد إلى ما لا نهاية، لأن الإنسان العربي بقي يدافع عن نفسه داخل الأسوار خوفا على هيبته وشرفه، وحتى عندما خرج إلى الغزوات تراجع إلى الخلف مضيعا بذلك كل ما اكتسبه زمنا طويلا، فالمدينة الأوروبية تنتمي إلى أعرق الحضارات ، فلنر مثلا كيف هي التهيئة العمرانية وما يوازيها من ساحات ومشاتل وسقايات وأبراج وكاتدرائيات وشوارع وأزقة ، إضافة إلى العناية بالبيئة وكل ما يستلزمها من عناية وإتقان ن في حين أن المدينة العربية عندنا ارتبطت أولا بالمحور الإقتصادي أو الديني ، ولم تهتم بغيره إلا نادرا .

المدينة الغول

هي المتروبول المبني على أنقاض مدن هامشية ، تستحلب خيراتها ولا تشبع منها ، يعيش فيها الناس ككائنات خرافية .

المدينة الظل

هي المدينة التابعة للمحور القوي، كل شيء فيها تابع لسلطة المال والجاه ، الناس فيها خلاسيون ، يرتبطون بالعمق لكنهم غير ملتصقين به.

المدينة القرية

هي الإطار الذي لم تدخله التغيرات بعد، بقي محافظا على صورته الأولى ، العقلية لم تتبدل فيه ، الوجوه لم تتغيركذلك، الكلمات هي الأخرى ضاعت وسط سفاسف الأشياء، ولم يبق منها إلا السراب .

المدينة اللاشيء

هي مدينة شبح، أوكنبتة شوكية في صحراء ، غير موجودة أصلا في الواقع وإنما هي قابعة في المتخيل الإنساني البدائي، يعيش فيها الناس البسطاء على الكفاف والعفاف ورضى النفس ولا شيء آخر.

المدينة المنفى

هي فضاء لا يمكن أن يبقى فيه الإنسان دون اعتراف بالآخر، لكنها هنا تصبح بلا قلب ، لأن الكائن الإنساني فيها افتقد كل مستلزمات الحياة ، بل أصبح خاضعا إلى سلطة الفراغ والهباء والإرتجال.

المدينة المقبرة

إنها المدينة التي لاتشبه شيئا، منازلها عبارة عن ركامات من الأحجار والنفايات ، شوارعها حفر ووديان ومزابل بلا حدود، ناسها ديدان تمشي بلا بوصلة ، لاأسماء لها ولاأمكنة أو أزمنة ‘ إنها خارج التاريخ .

المدن الدوخة

سكن بلا ماء وكهرباء

سكن بلا طرق معبدة

سكن بلا مصحات ومدارس وأشياء أخرى

سكن صناديق للموتى لاغير

سكن وحل في الشتاء وجهنم في الصيف

سكن للفيضان وأخرى للهذيان

سكن للعربدة والحشيش والسكس والإغتيال

سكن للحرام والإلتباس والنبذ

سكن لأصحاب المال والشيخات والأبهة وتفجير المكبوت

سكن للقمع والإختفاء القسري

سكن في القلب وعند الله وليس عند العبد

سكن على الورق وأمام احتراز الأعين الجاحظة

سكن

سكن

س .. ك .. ن