صحافة
الاثنين، 19 أبريل 2010
الكوميديا
النشاة والدلالة
إعداد التقديم: محمد صولة
إن الحديث عن الكوميديا أو الهزلي هو أصلا حديث مرتبط بالتأطير الأرسطي لها، فتحت عنوان " في الهزلي والكوميديا والفارق بينها وبين التراجيديا"، من كتاب "فن الشعر " لأرسطو طاليس ، نلاحظ أنه يعرف الهزلي (بأنه تشويه ونقص في الطبيعة بغير ألم أو ضرر)، وفي هامش أول من نفس الصفحة ، وهو يفسر الملهاة، يقول بأنها( محاكاة الجانب الذي يثير الضحك في الفعل القبيح أو الصفة القبيحة)، هكذا نجد أن الهزلي أو الملهاة أو الكوميديا ، على الرغم من الفروقات المصطلحية المحددة للنوع بينها، فإنها تصب في حقل واحد هو المسرح، ومع ذلك( فتاريخ الكوميديا وهو تاريخ ناقص، لأن الأخبار قليلة عن نشأتها لعدم الإحتفال لها، فلا نعرف إلا أن الخرافات الكوميدية الأولى ـ أي التأليفات القائمة لا على الهزلي الصادر عن الهجاء، ولكن على الهزلي القائم على عقدة الفعل ـ قد أتى بها رجلان من صقلية عاشا في صرقوسة هما: أفيخارموس و فورميس، وكان أول مؤلف كوميدي في آثينة بهذا المعنى هوأقراطيس)، وبذلك يتضح تاريخ التراجيدياعند أرسطوكاملا، في حين أن الكوميديا أو( الملهاة فنجهل نشأتها لأنها قليلة الشأن غير معتنى بها، والوالي لم يسمح بتقديم جوقة من الممثلين الهزليين إلا متأخرا، وقبل هذا كانوا من المتطوعين ولا يذكر الناس الشعراء المسمين هزليين (كوميديين)إلا منذ أن تكونت للملهاة صورتها)، فهل الكوميديا مرتبطة بالضحك أو الإضحاك، أوأنها شيء آخر؟
لقد تناول الباحثون الضحك من زوايا مختلفة ، فبرغسون استند إلى آلية الحياة واعتبرها مكونا أساسا للضحك، وفرويد درس الضحك باعتباره تفريغاحثيثا لطاقة سيكولوجية، أما لالوفكان عنده (الضحك كفقدان للإنسجام البوليفوني بإنقاص القيمة)، وأشكال الخطاب الهزلي الكوميدي هي:
السخريةIronie.
الفكاهةHumour.
المحاكاة الساخرةParodie.
الهجاءSatire .
إن الكوميديا وإن اقتصرت على تقديم نماذج القاع الإجتماعية، فغنهل لم تكن ذات يوم ساقطة كما يدعي البعض ، بل استطاعت أن تجد لها مكانة إلى جانب التراجيديات العميقة بالنسبة لأفعال النبلاء، وهكذا تشكلت لها وظيفة جوهرية، منها الحكيمة أو المجنونة ، وكلاهما يخدم القضايا الإنسانية النبيلة.
استفدنا في إعداد هذا التقديم من كتاب" فن الشعر" لأرسطو طاليس وكتاب حسن يوسفي"المسرح ومفارقاته".
الأحد، 18 أبريل 2010
الحر بالغمزة ...
صندوق الفراجة وضحك الدراري
محمد صولة
Sawla.mohamed@hotmail.com
ضحك بالدارجة وعلاش اللا
واحد المرة قلت ندير تهبلة ، نرمي حوايجي قدام الناس، ونشوف واش غادي يردو ليا عقلي، ساعة هما عاد كملو على ما بيا، وكيف تدير مع كحل الراس إيلا ما ابغى يفهم راسو من رجليه، شوف أنا عارف باللي البوطا إيلا عمرات اكثر من القياس راها تتفرقع، والضرب إيلا زاد على حدو راه يرجع على مولاه، واقيلة نقول لبس قدك يواتيك، أو دير راسك بين الريوس وغوت على شي قطاطعي من هذوك القطاطعية الكبار، يمكن يرد المجاج ليه بشي ضربة النيت ، تكون وافية فالعبار والسومة، إيوا اضحك ، مالك عاقد عبس، واش هذا الكلام واعر ماتيضحك والو، وعلاش عليك ، كاين اللي يضحكك يا ضحيحيك بلا هضرة وبلا شي بوليتيك.
تيقولومن زمان علاش تتمثلو علينا؟ واش التمثيل ساهل حتى لهذا الحد، عند بعضين، شي تيبكي الناس وشي تيضحكهم، شي تيلهيهم على أمور الدنيا وشي تيردهم للصواب، أنا بعدة ماتليت عارف من اللي تيمثل بالصح ،أواللي غير تيكذب، تخلطو لقشاشب والألوان والتفاصل ، وماتلى بنادم يحتاج اللي يوريه الطريق ، ياك بعدة، أنا عارف بعضين لما تيضحكوشكون اللي تيضحكهم وعلاش تيضحكو، ها انت يالضحيحيك ما قديت على ضحكك، ما درت مزية، غير بغيت تضحك وصافي، بلا موجب شرع، بلا والي.
واحد الصعلوك شدوه اصحاب الحال، وقالو ليه: انت خايب من زمان، غادي نردوك بنادم أو نخليو دار بوك، قال ليهم : آش درت ؟ ما كان عندهم جواب، رماوه للثلث الخالي، وحكمو عليه بالإعدام قبل الوقت ، وهو عارف آش دار، طلب منهم يمهلوه مدة يعرف شكون اللي بيه، عطاوه وقت قصيرمعبور، ما صاب مايقول وهو يعورها، المسخوط قال ليهم: وشحال من تخميمة كاينة فالدنيا إيلا كانت موت وحدة،أو ضربة بمقص، ما ضحكتو والو، صعلوك آخر، لما حكمو عليه بالإعدام، قالو ليه: آش يمكن ليك تختار ياهذا بوراس ؟ قال ليهم: تشهيت العنب، ضحكو، وقالو ليه: ماشي وقتوهذا، قال ليهم: واش غادي يوقع إيلا تسنينا .
نهزلو إيلا جات على خاطركم شي شويا ، ولكن خاصنا نفهمو باللي ما حاس بالمزود غير اللي مضروب بيه، ونقولو نديرو شي بركة،واللي ليها ليها، كيف قلت ليكم ، خير وسلام:
واحد الضحكة كانت ناعسة فجوارالبير
وتتبحلس على البكا
منين خرجت ليها من زمان وهي تتزفط
مرة مع راسها
ومرة مع شي بعضين
ياك الحضاية قلشو ليها الودنين
وشحال من مرة بدلو ليها الرجلين
كانت لما تتحصل تتقول:
ضربني وبكى
واسبقني وشكا
كيف كيف
الله ينجينا من شي بعضين
غير شافها السي البكا
وهو يكحل بالعما
هز الضربة بحال ديما
ماعرفوه فين غبر
كان مسكين تيشاطي مع لالة خبيزة
حيث كل مرة تتقول ليه أنا غادة نديك لواحد البلاد
داخلها مرصود وخارجها مفقود
ونهار اللي عول عليها
لقى رسو بحال اللي تيكب الما فالرملة
ماتلى قاد على لجام عقلو ولا هبال الزطلة
ولكن صياد النعام يلقاها يلقاها
غير بالشوية عليك يامول الضحكة الصفرا
وعلاش عليك هذا الضحكة المسرارة
اللي مرشوشة براس الدهليز
اللي ما عارف فين ساير على مولاه
ياكلها فزميطة بيضا، أو يشمها فتقاشر امرا حايضا
نايضة نايضة
عندهم فالكلام اللي ما عندو رتاج
ومافيه غير الغبرا وآرا ما عندك يا هوى
كيخ ... كيخ ... كيخ
بشاخ ...بشاخ ... بشاخ
طرطلاخ ...طرطلاخ ...طرطلاخ
آوه ... آوه ...آوه
ناري راني عييت بالضحك ومنو
وما بقيت قاد نعافرزحام الضحاكة
ومالك؟ وآشنو؟
غسلت يدي منهم شحال
وفركتها بالفراكة
لحقاش ضحكهم بحال الموس
يحسن بلا ما
فريوس اليتامى
وهانا آرا برع دابا
ياك بغيتو غير الضحك بلا قياس
والشطيح حتى يتقاد أو يتهد الساس
إيوا هاك وآرا
وفضحكي أنا كيف الربح كيف الخسارة
وماكاين احزارة .
الجمعة، 16 أبريل 2010
مضى زمن الجهل
مضى زمن الجهل
محمد صولة
من منا الآن يريد أن يسمع أكثر مما قد سمعه مدة طويلة بخصوص التعليم وإصلاحاته؟ ومن منا اللحظة يقوى على قراءة ما ليس له علاقة بخصوصية التعليم في بلد يدعي أنه يتوق إلى التنمية المستدامة والإنتقال الديموقراطي والحداثة ...؟ لاشك أن أزمة المسألة التعليمية، وفق ما أصبحت تعرفه من تعثرات والتباسات في التصور والفهم والتفسير وطرق التناول والإنجازوتحليل المعطيات واستخلاص النتائج ، لكفيلة بأن تضاعف من سوء التعاطي الإيجابي لما هو في صالح انفتاح منظومتها التربوية على محيطها، فلنتصور بلدا تتخرج فيه أفواج جامعية من العاطلين ذوي الشهادات العليا، كيف يكون مآله مستقبلا؟ وحتى الذين يقفون عند حدود دنيا في الدراسة ، لأن الواقع يقصيهم بطريقة مباشرة، ما هو موقعهم في المجتمع؟و دون أن نفتح الباب على الذين أكملوا دراساتهم ونالوا الدكتورة، سواء الذين هم في العراء بلا ماء ولا زاد( أمام قبة البرلمان يصرخون)، أو الذين يشتغلون في ظروف قاهرة لا علاقة لها بمواقعهم العلمية، عماذا نتحدث في الحوار التربوي التعليمي؟ هل عن الخبزفقط أو عمايمكنه أن يضمن الإستقرار والأمن النفسيين للإنسان أو خوفا من صراع نخب جديدة لا نضمن الإجابة عن أسئلتها المستفزة ؟ قد لا يتفق معي البعض ، لأن الطرح بالنسبة للظرف يهم المعيشي قبل أن يهتم بالبحث العلمي ، فالأستاذ الذي انتظر زمنا ليرقى ، لكنه وجد نفسه خارج ما يحلم به ، واضطر لأن يضيع عمره بالكامل يترقب شيئا ما يأتيه أو لا يأتيه ، فجأة يخصم من أجره أويرمى به هكذا لاعتبارات الكوطا اللعينة أو الكثرة، ما ذنبه إذن في العملية؟ سيلجأ من تلقاء نفسه إلى ما قد نسميه العبث واللامبالاة وتكريس تحصيل الحاصل ، وبالتالي تصبح المسألة التعليمية شيئا عاديا وليس لها أدنى اعتبار.
في التعليم غالبا ما نتحدث عن الإصلاح أو التغييرفي النادر من الأمور، إذا اقتضى الحال ذلك ، فليس ما يطالب به السياسي قد يتحقق بين عشية وضحاها، هكذا، أو أن البعض حين يقول بأن النخب السياسية غير قادرة على أن تكون مؤهلة لامتلاك سلطات ما، برلمانية أو حكومية، فإن حواره مشوب بالغموض والإلتباس ، فماذا يريد من سياسة يشارك فيها ولا يفعل فيها ؟ لذلك فالتعليم سياسة فعلية ميدانية تخص أولا الأستاذ والحارس العام والناظر والمدير والعون والمقتصد وكل من يفعل في الساحة المدرسية والجامعية بصفة مباشرة، وإلا سيصبح المجال وعاء يشمل الذي يعمل والذي لايعمل ، إني أرى أن ما يحاول البعض تكريسه على المدى المتوسط والبعيد، لأنه الآن مستفيد من الوضعية، هوربح الوقت لا أقل ولا أكثر، ويقول بعض آخر بأن التعليم مسألة تخص المجتمع، جميل جدا، فما جدوى أن لا يصير قاطرة التنمية استراتيجيا(يحس الفرد بأنه يضمن مستقبله في التعليم والتعلم)، وليس أفكارا ونظريات لاعلاقة لها بواقع التربية والتكوين، إننا نتلقى قيما خيرة وإيجابية، وإذا أحسسنا بأن هناك مفارقات فيها بين ما هو واقع ومثال، فما لانريده هو أن يسود اليأس والكره، والشك في مصداقية التلقي التربوي، ونكران وظيفة المدرسة في المجتمع.
يقول شاعر مغربي ، هو محمد بن ابراهيم،آه لو يعرفه البعض من هؤلاء، مايلي:
مضى زمن الجهل الذميم زمانه وهـذا زمان آن فـيه التعــلم
فبالعلم شادوا في البحار مساكنا وفيها مع الحيتان عامو وعوموا
وبالعلم سارت في السماء ركابهم وقد أسرجوا متن الرياح وألجموا
وبالعلم إن كانوا جلوسا بمشرق وفي الغرب من يبغي الكلام تكلموا
وبالعلم قد أفنى الفريقان بعضهم وما اختلفت بين الفريقين أسهم
أتاكم زمان يطلب العلم منكم بجد فإن لم تطلبوا العلم تندموا
ويقول الشاعرالمغربي المهدي محمد الحجوي في قصيدته "نحو النهوض":
إلى متى نترك التعليم مهجورا ونحسب العلم في الإفرنج محصورا
إننا نتحسر مع الشاعر علال الفاسي :
إلى كم نعيش بدون حياة وكم ذا ننام عن الصالحات
فواحسرتاه على حالنا وماذا استفدنا من الحسرات
عرانا الذهول ويا ليتنا عرانا الذهول عن المهلكات
أنـبقى بـلا عـمل نافع ونرضى جميعا بهذا السبات؟
أتمنى للتعليم وناسه ذكورا وإناثا كل الخير والعافية، لأنه لم يعد هناك وقت للمجاملات ، أوالسكوت عما يمكنه أن يأتي في صورة سراب أو تزويق ، رحمة الله عليك ياعلال الفاسي وأنا أتذكرك وأنت تقول :
سيعرفني قومي إذا جد جدهم كما عرفوني اليوم إذ قمت أخطب
فما الفذ إلا من يصارح قومه وما الفذ إلا من يقول فيعرب
هذا ما تعلمناه ونعلمه، وهذا ما درسناه ندرسه ، فمن يكذب منا وعلى من؟