رسالة إلى كل الديموقراطيين صي...ك الحر بالغمزة..
= محمد صولة
من الضروري أن يتساءل المرء عن هذه الديموقراطية التي أصبح يتشدق بها كل من هب ودب في الساحة السياسيةالمغربية ،إذ بات بالأحرى أن يتم تأسيس حزب أو نقابة هكذا ، وتسند لفظة الديموقراطية إلى الإسم المختار ،فعلى الرغم من أن أصحاب المشروع – إن كان لهم مشروع – لاعلاقة لهم بهذا المفهوم ، وبالتالي فهم لايأخذون منه إلا القشور ، فلننظر إلى الأحزاب والنقابات وباقي الدكاكين السياسية الأخرى ، نجد أنها لا تمارس من الديموقراطية إلا الخطاب فقط ، لذلك فالكل يريد أن يتحول إلى كرسي الزعامة ، ما دام أنه سيستفيد منه الخير العميم ، والقرابة لأهل الوقت ، من منا إذن لا يريد أن يكون ديموقراطيا ؟ ومن منا لايريد أن يمارس الديموقراطية ؟
إن اليموقراطية كما نفهمها جميعا ،هي ممارسة الشعب للحكم بنفسه ، لكن عندما تسند الأمور إلى غير أصحابها فلننتظر الساعة ،تصوروا معي أننا في مكان ما ينتخب فيه الحاكمون علانية ، وبدون خوف أوإرهاب أو مركب نقص ، ولنتصور أيضا أننا نصوت على الذين يخدمون المصلحة العامة وليس الخاصة ، كل هذه الأمور يمكنها أن تمر كما نريدها ،لكننا نجهل الألفاظ التي باتت تستعمل للحفاظ على الكراسي واستمرارية الحكم من مثل التوافق والتراضي والحكامة السياسية والإنتقال الديموقراطي والمواطنة الحقة والتناوب السياسي والإجماع السياسي والمصالحة وجبر الضرر والتوازنات الإقتصادية والمصلحة الوطنية وهلم جرا ، كل هذه الكلمات والعبارات لم تستطع أن تخدم المجتمع المغربي ، لأنه ربما يمتلك خصوصيته لوحده ، وليست هناك ديموقراطية تشبه ديموقراطيته ، وهذه الأخيرة يمكنها أن تمارس على وجه الإستعلاء ، كأن ترتبد بالأمر والوعيدوالتهديد ، أو أن تأتي من القاع ، خاصة عندما تكون الدولة قادرة على أن تنفتح على ما كرسته في ماضيها من قمع واضطهاد وتنكيل ، لنأخذ مثلا نماذج من الواقع ، كيف يمكن التعامل مع ملفات المختطفين والمقتولين والمنفيين عسفا ؟ هل نعتبر أن كل الذين يحلمون بالهجرة إلى العالم الأوربي مجرد خدعة وستزول ؟ لماذا لم تفكر الدولة في مسألة المعطلين بجدية بدل سياسة ربح الوقت ،أو دفن الرأس في الرمال كالنعامة ، هذه عينات من الظو اهر الإجتماعية المعاصرة والحديثة إن أمكن ( صورة التعليم المظلمة في المغرب المعاصر حينما يعنف الأستاذ ذاخل المؤسسة بقوانين لاتحميه ، أو عندما يصبح الدكتور عرضة للهراوات و ضحية سياسة الإقصاء الإجتماعي كخريج أو كطبيب ....) ، لهذا أو ذاك وكأننا نريد من الديموقراطية أن تكون سروالا يلبسه كل على مقاسه ، ليست هي الفكرة هكذا إذن ، إنها عصارة مجهود أمة خرجت للتو من البداوة إلى المدنية ، و بفعل الإرتكاس الذي عاشته الحضارة اليونانية ،وما بعدها ، وبفضل النهضة المعاصرة والحديثة برزت فكرة الديموقراطية كمنفذ عقلاني ومنطقي يمكنه أن يساعد الشعوب ، أو بالأحرى الأمم في تحقيق رغباتها الذاتية والعامة ، فهل الديموقراطية فكرة ميتافزيقية أم هي إلهية ؟ وللإجابة عن هذا السؤال ينبغي أن نعيد قراءة كافة الأسئلة الفلسفية وغيرها ، وذلك دفاعا عن فن التأويل ، ونقصد بذلك ما يمكن أن تمنحه الهرمينوطيقا للمعارف كمقصديات ناجعة ، لهذا ففهمنا للديموقراطية الحالية هو فهم لا يخرج عن تصورنا للواقع كما هو ،وهذا الواقع ليس متحكما فيه مما نريد ،بل هو مجرد تواطؤات وإرغامات تستعصي بعض الأحيان عن الإمساك بها .
مقابل الديموقراطي نجد الديكتاتوري ، هذا الأخير الذي هو متشبث بكرسي الحكم ، ويزعم أنه يحيط بكل أسرار مملكته ، وأنه الكل في الكل ، يا سبحان خالق الكون ، أما الأول فهو متعدد ومختلف ، أي أنه يمكنه أن يصبح كل شيء ، أو أنه يستحيل إلى اختلافي يقبل بالأخر ، وما دام الأمر هكذا ، فإن الصيغة تتطلب مزيدا من التأمل والمعرفة ، وبقدر ما هي الديموقراطية اختزالا للخير ، فإن الديكتاتورية هي رديف الشر في كل مكان . إن بوش ذلك الحاكم الأمريكي عندما قسم العاتم إلى قضية ونقيضها ، أي إلى خير وشر فإنه وظف البعد الديني لتحقيق مآربه ، وهكذا يلاحظ أيضا عند الآخر عندما ينطلق من مسلمته الخاصة ، إذن التعارض مقبول على أساس التكامل ، وفي الإختلاف رحمة للناس منذ قديم الزمان .
وعندما نتأمل الديموقراطية من هذا المنظور، يحز علينا أن ندعي بها ، فكفانا القضية الفلسطينية التي لم نستطع أن نقوم بالدفاع عنها ديموقراطيا ،فكيف لنا أن نغرس بذور هذه النبتة التي تبدو غريبة عنا ، يقول الشاعر الفلسطيني الكبير في قصيدته " ضباب على المرآة " :
نعرف الآن جميع الكلمات
والشعارات التي نحملها :
شمسنا أقوى من الليل
وكل الشهداء
ينبتون اليوم تفاحا ، وأعلاما ، وماء
ويجيئون ..
يجيئون ..
يجيئون ..
وآه ...
ملحوظة هامة :
هذه الرسالة هي للبعض فقط ، إنها كتبت بماء وأرجو كل من قرأها أن يمحوها بالنار، وبتعبير الشيخ أبي سعيد الصيرفي في الكتب التي تركها لإبنه :..........فإذا رأيتها تخونك فاجعلها طعمة للنار ...
= محمد صولة
من الضروري أن يتساءل المرء عن هذه الديموقراطية التي أصبح يتشدق بها كل من هب ودب في الساحة السياسيةالمغربية ،إذ بات بالأحرى أن يتم تأسيس حزب أو نقابة هكذا ، وتسند لفظة الديموقراطية إلى الإسم المختار ،فعلى الرغم من أن أصحاب المشروع – إن كان لهم مشروع – لاعلاقة لهم بهذا المفهوم ، وبالتالي فهم لايأخذون منه إلا القشور ، فلننظر إلى الأحزاب والنقابات وباقي الدكاكين السياسية الأخرى ، نجد أنها لا تمارس من الديموقراطية إلا الخطاب فقط ، لذلك فالكل يريد أن يتحول إلى كرسي الزعامة ، ما دام أنه سيستفيد منه الخير العميم ، والقرابة لأهل الوقت ، من منا إذن لا يريد أن يكون ديموقراطيا ؟ ومن منا لايريد أن يمارس الديموقراطية ؟
إن اليموقراطية كما نفهمها جميعا ،هي ممارسة الشعب للحكم بنفسه ، لكن عندما تسند الأمور إلى غير أصحابها فلننتظر الساعة ،تصوروا معي أننا في مكان ما ينتخب فيه الحاكمون علانية ، وبدون خوف أوإرهاب أو مركب نقص ، ولنتصور أيضا أننا نصوت على الذين يخدمون المصلحة العامة وليس الخاصة ، كل هذه الأمور يمكنها أن تمر كما نريدها ،لكننا نجهل الألفاظ التي باتت تستعمل للحفاظ على الكراسي واستمرارية الحكم من مثل التوافق والتراضي والحكامة السياسية والإنتقال الديموقراطي والمواطنة الحقة والتناوب السياسي والإجماع السياسي والمصالحة وجبر الضرر والتوازنات الإقتصادية والمصلحة الوطنية وهلم جرا ، كل هذه الكلمات والعبارات لم تستطع أن تخدم المجتمع المغربي ، لأنه ربما يمتلك خصوصيته لوحده ، وليست هناك ديموقراطية تشبه ديموقراطيته ، وهذه الأخيرة يمكنها أن تمارس على وجه الإستعلاء ، كأن ترتبد بالأمر والوعيدوالتهديد ، أو أن تأتي من القاع ، خاصة عندما تكون الدولة قادرة على أن تنفتح على ما كرسته في ماضيها من قمع واضطهاد وتنكيل ، لنأخذ مثلا نماذج من الواقع ، كيف يمكن التعامل مع ملفات المختطفين والمقتولين والمنفيين عسفا ؟ هل نعتبر أن كل الذين يحلمون بالهجرة إلى العالم الأوربي مجرد خدعة وستزول ؟ لماذا لم تفكر الدولة في مسألة المعطلين بجدية بدل سياسة ربح الوقت ،أو دفن الرأس في الرمال كالنعامة ، هذه عينات من الظو اهر الإجتماعية المعاصرة والحديثة إن أمكن ( صورة التعليم المظلمة في المغرب المعاصر حينما يعنف الأستاذ ذاخل المؤسسة بقوانين لاتحميه ، أو عندما يصبح الدكتور عرضة للهراوات و ضحية سياسة الإقصاء الإجتماعي كخريج أو كطبيب ....) ، لهذا أو ذاك وكأننا نريد من الديموقراطية أن تكون سروالا يلبسه كل على مقاسه ، ليست هي الفكرة هكذا إذن ، إنها عصارة مجهود أمة خرجت للتو من البداوة إلى المدنية ، و بفعل الإرتكاس الذي عاشته الحضارة اليونانية ،وما بعدها ، وبفضل النهضة المعاصرة والحديثة برزت فكرة الديموقراطية كمنفذ عقلاني ومنطقي يمكنه أن يساعد الشعوب ، أو بالأحرى الأمم في تحقيق رغباتها الذاتية والعامة ، فهل الديموقراطية فكرة ميتافزيقية أم هي إلهية ؟ وللإجابة عن هذا السؤال ينبغي أن نعيد قراءة كافة الأسئلة الفلسفية وغيرها ، وذلك دفاعا عن فن التأويل ، ونقصد بذلك ما يمكن أن تمنحه الهرمينوطيقا للمعارف كمقصديات ناجعة ، لهذا ففهمنا للديموقراطية الحالية هو فهم لا يخرج عن تصورنا للواقع كما هو ،وهذا الواقع ليس متحكما فيه مما نريد ،بل هو مجرد تواطؤات وإرغامات تستعصي بعض الأحيان عن الإمساك بها .
مقابل الديموقراطي نجد الديكتاتوري ، هذا الأخير الذي هو متشبث بكرسي الحكم ، ويزعم أنه يحيط بكل أسرار مملكته ، وأنه الكل في الكل ، يا سبحان خالق الكون ، أما الأول فهو متعدد ومختلف ، أي أنه يمكنه أن يصبح كل شيء ، أو أنه يستحيل إلى اختلافي يقبل بالأخر ، وما دام الأمر هكذا ، فإن الصيغة تتطلب مزيدا من التأمل والمعرفة ، وبقدر ما هي الديموقراطية اختزالا للخير ، فإن الديكتاتورية هي رديف الشر في كل مكان . إن بوش ذلك الحاكم الأمريكي عندما قسم العاتم إلى قضية ونقيضها ، أي إلى خير وشر فإنه وظف البعد الديني لتحقيق مآربه ، وهكذا يلاحظ أيضا عند الآخر عندما ينطلق من مسلمته الخاصة ، إذن التعارض مقبول على أساس التكامل ، وفي الإختلاف رحمة للناس منذ قديم الزمان .
وعندما نتأمل الديموقراطية من هذا المنظور، يحز علينا أن ندعي بها ، فكفانا القضية الفلسطينية التي لم نستطع أن نقوم بالدفاع عنها ديموقراطيا ،فكيف لنا أن نغرس بذور هذه النبتة التي تبدو غريبة عنا ، يقول الشاعر الفلسطيني الكبير في قصيدته " ضباب على المرآة " :
نعرف الآن جميع الكلمات
والشعارات التي نحملها :
شمسنا أقوى من الليل
وكل الشهداء
ينبتون اليوم تفاحا ، وأعلاما ، وماء
ويجيئون ..
يجيئون ..
يجيئون ..
وآه ...
ملحوظة هامة :
هذه الرسالة هي للبعض فقط ، إنها كتبت بماء وأرجو كل من قرأها أن يمحوها بالنار، وبتعبير الشيخ أبي سعيد الصيرفي في الكتب التي تركها لإبنه :..........فإذا رأيتها تخونك فاجعلها طعمة للنار ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق