الحر بالغمزة . .
مجرد أحاسيس ليس إلا
محمد صولة
Sawla.mohamed@hotmail.com
لم أكن أتوقع ذلك ، تلك السيدة التي أتت من خلف الغبار، هاهي الآن تحاول أن تمتشق بعضا من لحاف الوقت ، بالفعل تزنرت كعادتها بوشاح رمادي وخرجت إلى أكمة أدغال ، هل هي التي كانت هناك البارحة ؟ لما سألت صديقي عنها لم يقل أي شيء ،رجع قليلا إلى الوراء وسكت ، يرفع عينيه إلى الأعلى ويهم بالكلام لكنه يعجز ، لا أعرف بالضبط ما وقع له ، لم يقل شيئا ، آه لو قال هذا الشيء من زمان ، لو كان يحس بما أحس به أنا الآن ، ربما ، عندما قلت له ذلك اليوم الشتائي الجميل بأنه يشبه شبحا ، تلعثم في كلامه وانبرى يقذفني بكلماته القد حية على مسمعي ، كنت أخال أنه يمزح معي كما هو حاله مع أصدقائه ، أنا لاأصدق ما وقع له الآن ، ولست أدري ما سيقع له ، هو يعرف أنني لا أحقد على أحد ، وليست لي كراهية أحملها في صدري كما يحملها الغير ، لقد توضح لي أنه نسي كل ما قمت به اتجاهه ، هذا هو السر في حنقه ربما ،
يجالسني في أماكن عدة ويطرح شبه أسئلة ، لقد قلت كلامي وكفى ، هل هناك بالضرورة شيء أعمق وأ تفه من أن تكون كحشرة داخل نسغ كلمة ؟ أظن أن كل ما هو موجود على الرف الخلفي هناك ، أو تدري ما هو ؟ قد لا ترى ما أراه الآن ،
هه ، يا للعجب ، الوجه لا يخفي أي شيء ، كل الصور أراها تنظر إلي وأنا لا أنظر إلا إلى شبه ظلي ، كان البعض يظن أن المسافة التي نعبرها إلى هناك ، هناك حيث يوجد هذا اللاشيء ، السديم الذي يختفي تحت أجنحة ملائكة مبهورة بالإمتلاء
الروحي ، وليس من الضروري أن أصرخ كما يفعل طفل لأول مرة ، حرف أول ، وثان ، وثالث ، أ أ م م ي أو ب ب اا ،
بعد هذا قد يكون شيئا غير الذي نعرفه ، أوف ، ما أتعس اللحظة حين تجتاحني خواطر مريبة ، أبصره الآن يسأل ويجيب ،
ومع ذلك لم أفهم شيئا ، لأنه يتحدث مع نفسه ، كأن الداخل وما يجعله يمور ، هو غبطة نفسية قصية لذيذة ، يمكنك الآن أن تقول شيئا وتستريح ، قل وإلا تركته يملي عليك بعضا من هلوساته ، إفتح نوافذ القلب واعلن عن مصائب قومك ، لابد أنهم
يريدونك كما أنت لاكما تتوهم أن تكون ، كارثة عظمى ما حصل وما سيحصل لك ، الملجأ الوحيد هو أن ترصص جسدك
حتى يبدو أمامهم كما يريدون ، قلت لي وأنا أذكر كل كلامك بالحرف الواحد ، إنهم لايفهمون ما تود قوله ، عليك أن تأخذ
مسافة مناسبة كعادتك وتنتظر ، ربما تحتاج إلى وقت كبير ، السافل ذاك الذي سبك ونعتك بشتى صنوف الرذيلة ، أرادك
أن تكون طيعا له ، لكنك أنت لا تريد إلا حقك ، أعرفك مسبقا بأنك تبحث عن الحقيقة الساطعة ، هذه المعشوقة الساحرة
لا يشبهها أي كان أو سيكون ، إفعل إذن ما تريد ولا عليك ، غن أغانيك المفضلة ، أرقص كالمجنون ولا تدع للآخرين هوامش يمكنهم استثمارها ، أنت بالذات تعرف مكانتك بينهم ، هيا، توكل على الله ، لم يقل هذا الكلام فيلسوف في عهدك
الآني ، لأن كل التآ ويل التي كنت تريدها لم تكن طيعة بما فيه الكفاية ، سامرتهم وسامروك ، أسريت إلى مدائنهم ولم
يتيحوا لك فرصة الإطلاع على كنوز بلاغتهم ،كانوا قد تكلموا هكذا ، لكني أقول عبثا :إني أراك تقلب وجهك في الأرض
اليابسة، لم ترد أن تسافر، سافر، سافر وجهها تلك التي جاءت معك بالأمس دون أن تمنحك رضاها ، ها هي المبتغاة
الأمنية تتلوى حول جسدك كأعشاب الدالية ، صاعدة نازلة ، ميمنة ميسرة ، كل الأشكال تتخذها دون قيد أو شرط ، إهتم
بنفسك أولا كما هو حالك دائما ، ولا تنتظر أن تجود بما تريده منها ، عصية متمنعة شحيحة غليظة شيطانة ، طـيعـة
معطاءة رحيمة ملاكا كانت ، هاأنذا الآن أريد أن أتحول إلى كائن آخر، وهي الأخرى أيضا ، لماذا تجلس بهاته الشاكلة ؟ ربما هي التي تعشق مثل هذه الأشكال ، و لطالما طلبت منها أن تكون كما أريد ، قلت لها بعد أن اقتنعت بكلامي ، أحبك
بما أملك من إحساس لدي ، أجابت بدون تردد : وأنا الأخرى ، هكذا تبادلنا الحب كما يتبادله الناس ، وهكذا كنا نحلم بأن يكون لنا قلب واحد نتقاسم فيه المحبة بكل اعتزاز وفخر ، تشهد عن ذلك مقاهي المدينة التي كتبنا من خلالها كل ارتعاشات قصائدنا الأولى ، تكتب وأنا أقرأ بتلهف ، لكنها كانت تقوم بأشياء تستفزني عندما أتركها هناك ، في الحديقة بالفعل ، لو
كانت واعية بما تقوم به ما كانت تفعل فعلتها هذه ، تعرف أني سامحتها بكل تأكيد ، و لا داعي لأن تكون مشاحنة بيننا ،
الوقت لايرحم ، والدائرة مفتوحة على المجهول الذي نعرف أنه يقتادنا نحو المعلوم ، قالت : سأتعرى لك ، وفعلا تعرت
كعادتها دوما ، تعري كما تشائين ، قلت لها ، الزجاجة التي توجد بالقرب من الباب ، هيا اشربي ، لم يسع كل هذ الوقت أحلام الوطن ، هذا أنا المنفى بدون جواز سفر ، بدون بوصلة تقودني إلى ذاتي ، أزحت كل ما أرتديه ، ورق التوت
وحده بقي يستر بعضا من حياتي ، أس أوس أس أوس أسكتي ياأساري الأبدي ، لم أكن أتصور أنك هكذا ، هل تستحقين
كل هذا الكلام الجميل الذي قيل فيك ، لم أنصت بما فيه الكفاية إلى جسد يقتات من هواء الآلهة وينكل بها .
مجرد أحاسيس ليس إلا
محمد صولة
Sawla.mohamed@hotmail.com
لم أكن أتوقع ذلك ، تلك السيدة التي أتت من خلف الغبار، هاهي الآن تحاول أن تمتشق بعضا من لحاف الوقت ، بالفعل تزنرت كعادتها بوشاح رمادي وخرجت إلى أكمة أدغال ، هل هي التي كانت هناك البارحة ؟ لما سألت صديقي عنها لم يقل أي شيء ،رجع قليلا إلى الوراء وسكت ، يرفع عينيه إلى الأعلى ويهم بالكلام لكنه يعجز ، لا أعرف بالضبط ما وقع له ، لم يقل شيئا ، آه لو قال هذا الشيء من زمان ، لو كان يحس بما أحس به أنا الآن ، ربما ، عندما قلت له ذلك اليوم الشتائي الجميل بأنه يشبه شبحا ، تلعثم في كلامه وانبرى يقذفني بكلماته القد حية على مسمعي ، كنت أخال أنه يمزح معي كما هو حاله مع أصدقائه ، أنا لاأصدق ما وقع له الآن ، ولست أدري ما سيقع له ، هو يعرف أنني لا أحقد على أحد ، وليست لي كراهية أحملها في صدري كما يحملها الغير ، لقد توضح لي أنه نسي كل ما قمت به اتجاهه ، هذا هو السر في حنقه ربما ،
يجالسني في أماكن عدة ويطرح شبه أسئلة ، لقد قلت كلامي وكفى ، هل هناك بالضرورة شيء أعمق وأ تفه من أن تكون كحشرة داخل نسغ كلمة ؟ أظن أن كل ما هو موجود على الرف الخلفي هناك ، أو تدري ما هو ؟ قد لا ترى ما أراه الآن ،
هه ، يا للعجب ، الوجه لا يخفي أي شيء ، كل الصور أراها تنظر إلي وأنا لا أنظر إلا إلى شبه ظلي ، كان البعض يظن أن المسافة التي نعبرها إلى هناك ، هناك حيث يوجد هذا اللاشيء ، السديم الذي يختفي تحت أجنحة ملائكة مبهورة بالإمتلاء
الروحي ، وليس من الضروري أن أصرخ كما يفعل طفل لأول مرة ، حرف أول ، وثان ، وثالث ، أ أ م م ي أو ب ب اا ،
بعد هذا قد يكون شيئا غير الذي نعرفه ، أوف ، ما أتعس اللحظة حين تجتاحني خواطر مريبة ، أبصره الآن يسأل ويجيب ،
ومع ذلك لم أفهم شيئا ، لأنه يتحدث مع نفسه ، كأن الداخل وما يجعله يمور ، هو غبطة نفسية قصية لذيذة ، يمكنك الآن أن تقول شيئا وتستريح ، قل وإلا تركته يملي عليك بعضا من هلوساته ، إفتح نوافذ القلب واعلن عن مصائب قومك ، لابد أنهم
يريدونك كما أنت لاكما تتوهم أن تكون ، كارثة عظمى ما حصل وما سيحصل لك ، الملجأ الوحيد هو أن ترصص جسدك
حتى يبدو أمامهم كما يريدون ، قلت لي وأنا أذكر كل كلامك بالحرف الواحد ، إنهم لايفهمون ما تود قوله ، عليك أن تأخذ
مسافة مناسبة كعادتك وتنتظر ، ربما تحتاج إلى وقت كبير ، السافل ذاك الذي سبك ونعتك بشتى صنوف الرذيلة ، أرادك
أن تكون طيعا له ، لكنك أنت لا تريد إلا حقك ، أعرفك مسبقا بأنك تبحث عن الحقيقة الساطعة ، هذه المعشوقة الساحرة
لا يشبهها أي كان أو سيكون ، إفعل إذن ما تريد ولا عليك ، غن أغانيك المفضلة ، أرقص كالمجنون ولا تدع للآخرين هوامش يمكنهم استثمارها ، أنت بالذات تعرف مكانتك بينهم ، هيا، توكل على الله ، لم يقل هذا الكلام فيلسوف في عهدك
الآني ، لأن كل التآ ويل التي كنت تريدها لم تكن طيعة بما فيه الكفاية ، سامرتهم وسامروك ، أسريت إلى مدائنهم ولم
يتيحوا لك فرصة الإطلاع على كنوز بلاغتهم ،كانوا قد تكلموا هكذا ، لكني أقول عبثا :إني أراك تقلب وجهك في الأرض
اليابسة، لم ترد أن تسافر، سافر، سافر وجهها تلك التي جاءت معك بالأمس دون أن تمنحك رضاها ، ها هي المبتغاة
الأمنية تتلوى حول جسدك كأعشاب الدالية ، صاعدة نازلة ، ميمنة ميسرة ، كل الأشكال تتخذها دون قيد أو شرط ، إهتم
بنفسك أولا كما هو حالك دائما ، ولا تنتظر أن تجود بما تريده منها ، عصية متمنعة شحيحة غليظة شيطانة ، طـيعـة
معطاءة رحيمة ملاكا كانت ، هاأنذا الآن أريد أن أتحول إلى كائن آخر، وهي الأخرى أيضا ، لماذا تجلس بهاته الشاكلة ؟ ربما هي التي تعشق مثل هذه الأشكال ، و لطالما طلبت منها أن تكون كما أريد ، قلت لها بعد أن اقتنعت بكلامي ، أحبك
بما أملك من إحساس لدي ، أجابت بدون تردد : وأنا الأخرى ، هكذا تبادلنا الحب كما يتبادله الناس ، وهكذا كنا نحلم بأن يكون لنا قلب واحد نتقاسم فيه المحبة بكل اعتزاز وفخر ، تشهد عن ذلك مقاهي المدينة التي كتبنا من خلالها كل ارتعاشات قصائدنا الأولى ، تكتب وأنا أقرأ بتلهف ، لكنها كانت تقوم بأشياء تستفزني عندما أتركها هناك ، في الحديقة بالفعل ، لو
كانت واعية بما تقوم به ما كانت تفعل فعلتها هذه ، تعرف أني سامحتها بكل تأكيد ، و لا داعي لأن تكون مشاحنة بيننا ،
الوقت لايرحم ، والدائرة مفتوحة على المجهول الذي نعرف أنه يقتادنا نحو المعلوم ، قالت : سأتعرى لك ، وفعلا تعرت
كعادتها دوما ، تعري كما تشائين ، قلت لها ، الزجاجة التي توجد بالقرب من الباب ، هيا اشربي ، لم يسع كل هذ الوقت أحلام الوطن ، هذا أنا المنفى بدون جواز سفر ، بدون بوصلة تقودني إلى ذاتي ، أزحت كل ما أرتديه ، ورق التوت
وحده بقي يستر بعضا من حياتي ، أس أوس أس أوس أسكتي ياأساري الأبدي ، لم أكن أتصور أنك هكذا ، هل تستحقين
كل هذا الكلام الجميل الذي قيل فيك ، لم أنصت بما فيه الكفاية إلى جسد يقتات من هواء الآلهة وينكل بها .