الحر بالغمزة ...
عابرون في قمم عابرة
لست أدري إن أنا أفهم ما يجري لنا نحن العرب أم لا ، ربما هي الأمور كما عليها أحسن ، أوقد نصبح كما حصل للفلسطينيين والعراقيين والأفغانيين ، أو باختصار كما وقع للروس الذين عاشوا الثورة ولم يستفيدوا منها ، من الأفضل أن نصمت و لانقول كلاما يزعج الآ خر ، فزمن الستة والأربعين ، يوم بداية أول قمة عربية بأنشاص إلى يومنا هذا ، ماذا حصل إذن ؟ ماذا وقع لنا ؟ وكأننا لم نعد ننتمي إلى هذا العالم ، سيقول قائل هذا كلام مردود عليه ، لكن مهما يكون فالأمر سيان ، يجتمع االعرب وكأنهم لم يجتمعوا أبدا ، يتحدثون في كل الأمور إلا أمرا واحدا ربما لا نفهمه نحن الحثالة ، فمن موضوع التضامن إلى مواضيع متعددة ، لم نعد نعرف دلالات الكلمات التي تربينا عليها ، في العواصم العربية الكلمات تتشابه ، والكائنات البشرية هي الأخرى تتشابه ،لكن بعض الأمور تخضع إلى تمويه قسري ، وهكذا هي القمم العربية ، طعام بلا ملح ، قارات بلا كائنات بشرية ، ربابنة وبحارون بلا بوصلة .
تصوروا معي أن القمم العربية ، منذ بداياتها إلى الآن ، أي من 1946 قمة أنشاص الطارئة ، مرورا بقمة بيروت 1956 وقمة الإسكندرية 1964 ثم الدارالبيضاء 1965 والخرطوم 1967 ..........إلى اليوم ، تصوروا معي المولضيع التي كانت تناقش فيها مثلا . مناصرة فلسطين ، دعم مصر بخصوص العدوان الثلاثي ، تأييد النضال الجزائري ضد الإستعمار الفرنسي ، التضامن العربي ، الترحيب بمنظمة التحرير الفلسطينية ، إزالة العدوان الإسرائيلي ، إنهاء العمليات العسكرية بين الأردن والمقاتلين الفلسطينيين ، تصوروا أن لاشيء تحقق من هذا كله ، ومع ذلك لازال العرب يريدون السلام ،ويحاولون التهدئة فيما بينهم ، ها تفهمون شيئا من هذا ؟ أنا شخصيا لاأفهم شيئا .
عابرون في حكومات عابرة
أسائل الحكومات العربية هل في مقدورها أن تقدم استقالاتها يوما عندما يحصل مكروه لساكنتها ؟ كل الحكومات العربية لا تريد أن تفهم ما يحصل للأرض التي توجد عليها ، حكومات لايفارقها الإلتباس والغموض والحوار الإجتماعي الذي لاطائل من ورائه ، وقد أبشركم أنا الوزير الأول أنني سأدعوكم إلى وليمة كبرى في هذا الوطن العربي ، وأناقش معكم كل المشاكل ، لكن قبل هذا ، سأدفع لكم وسأزودكم بما أنتم محتاجون إليه من دولار وأورو ونفط وفوسفاط وسمك وأسلحة نووية ، بعد ذلك يمكننا أن نتحاور بجدية ،أريد الحكومة أن تسير سيرا حثيثا ، وأكره إن أنا قلت كلاما ولم ألتزم به .
إن الحكومة المنتخبة ديموقراطيا ،وبأغلبية ساحقة ، يمكنها أن تفعل الشيء الكثير لمنتخبيها ، لكنها هنا تأتي كما يأتي أولايأتي غودو ، حضورها كغيابها بالنسبة للأمة ، لأن الذين يتلفظون باسمها لا يجدون حرجا وهم يتحدثون في كل شيء ،إلا أن يمنحوا ذات لحظة ما كان حلما ، لا أفهم عندما يطالب الناس بالزيادة في الأجور و لا تلبي هذه الحكومة لناسها المحتملين رغبتهم ، نعم هناك مصاريف تقتضي من الدولة أن توفرها للطوارئ ، لكن هناك أيضا إحساس بالغبن اتجاه هذه الحكومة ، لأنها لم تعد تفكر إلا في مصلحة نفسها ، في حين أن الناس فهم إلى الجحيم .
عابرون في برلمانات عابرة
المكان معروف ، والكائنات البشرية موجودة ، والصوت على شاشة التلفزة يتم مسرحته بالطريقة المثلى ، لكن الذي لا يظهر هو الواقع أوالمجتمع ، يسار ويمين ووسط وفوق التحت تحت الفوق ، مثقف وتاجر ومعلم وسياسي ونقابي وشيوعي واشتراكي وإسلامي وليبرالي وعسكري وآخر يأتي بتأشيرة من الجهول ويدخل إلى القبة المبجلة التي هي أشبه بضريح يتبرك به ، كل من يلج دهاليزها إلا ويرفض أن يغادر ظلالها ونعمها .
في البرلمان يجلس البرلمانيون ويتداولون الكلام تلو الكلام ، والدكاترة وأصحاب الشواهد العليا والمجازون يصرخون ، ينهال عليهم أناس شداد مسخرون بالهراوات ، من منا نزلت عليه هذه الهراوة دون أن يصرخ ، البرلمانيون لايسمعون أصوات هؤلاء ، إلا السيد عالي الهمة الذي وعدهم بتصفية الملف ، كما هو شأن ملفات تحدثت عنها المعارضة التقليدية لكنها لم تنفد منها إلا الوهم .
عابرون في وزارات عابرة
يأتي الوزير إلى الوزارة منعما مكرما ، ويذهب ذات يوم وهو قد ألف المكان والكرسي الذي يؤثثه ، لكنه ينسى أن أحدا ينتظره في الخارج يطالبه بأن يِؤدي له فاتورة النقل والصنعة وأشياء أخرى ، أظن أن السيد الوزير سيِصرف كل ما جهز به مكتبه من مال النقال والصانع و....، وهكذا يعبرون في أماكن كما سنعبر نحن أيضا هذه الدنيا إلى الدار الأخرى .
عابرون في قمم عابرة
لست أدري إن أنا أفهم ما يجري لنا نحن العرب أم لا ، ربما هي الأمور كما عليها أحسن ، أوقد نصبح كما حصل للفلسطينيين والعراقيين والأفغانيين ، أو باختصار كما وقع للروس الذين عاشوا الثورة ولم يستفيدوا منها ، من الأفضل أن نصمت و لانقول كلاما يزعج الآ خر ، فزمن الستة والأربعين ، يوم بداية أول قمة عربية بأنشاص إلى يومنا هذا ، ماذا حصل إذن ؟ ماذا وقع لنا ؟ وكأننا لم نعد ننتمي إلى هذا العالم ، سيقول قائل هذا كلام مردود عليه ، لكن مهما يكون فالأمر سيان ، يجتمع االعرب وكأنهم لم يجتمعوا أبدا ، يتحدثون في كل الأمور إلا أمرا واحدا ربما لا نفهمه نحن الحثالة ، فمن موضوع التضامن إلى مواضيع متعددة ، لم نعد نعرف دلالات الكلمات التي تربينا عليها ، في العواصم العربية الكلمات تتشابه ، والكائنات البشرية هي الأخرى تتشابه ،لكن بعض الأمور تخضع إلى تمويه قسري ، وهكذا هي القمم العربية ، طعام بلا ملح ، قارات بلا كائنات بشرية ، ربابنة وبحارون بلا بوصلة .
تصوروا معي أن القمم العربية ، منذ بداياتها إلى الآن ، أي من 1946 قمة أنشاص الطارئة ، مرورا بقمة بيروت 1956 وقمة الإسكندرية 1964 ثم الدارالبيضاء 1965 والخرطوم 1967 ..........إلى اليوم ، تصوروا معي المولضيع التي كانت تناقش فيها مثلا . مناصرة فلسطين ، دعم مصر بخصوص العدوان الثلاثي ، تأييد النضال الجزائري ضد الإستعمار الفرنسي ، التضامن العربي ، الترحيب بمنظمة التحرير الفلسطينية ، إزالة العدوان الإسرائيلي ، إنهاء العمليات العسكرية بين الأردن والمقاتلين الفلسطينيين ، تصوروا أن لاشيء تحقق من هذا كله ، ومع ذلك لازال العرب يريدون السلام ،ويحاولون التهدئة فيما بينهم ، ها تفهمون شيئا من هذا ؟ أنا شخصيا لاأفهم شيئا .
عابرون في حكومات عابرة
أسائل الحكومات العربية هل في مقدورها أن تقدم استقالاتها يوما عندما يحصل مكروه لساكنتها ؟ كل الحكومات العربية لا تريد أن تفهم ما يحصل للأرض التي توجد عليها ، حكومات لايفارقها الإلتباس والغموض والحوار الإجتماعي الذي لاطائل من ورائه ، وقد أبشركم أنا الوزير الأول أنني سأدعوكم إلى وليمة كبرى في هذا الوطن العربي ، وأناقش معكم كل المشاكل ، لكن قبل هذا ، سأدفع لكم وسأزودكم بما أنتم محتاجون إليه من دولار وأورو ونفط وفوسفاط وسمك وأسلحة نووية ، بعد ذلك يمكننا أن نتحاور بجدية ،أريد الحكومة أن تسير سيرا حثيثا ، وأكره إن أنا قلت كلاما ولم ألتزم به .
إن الحكومة المنتخبة ديموقراطيا ،وبأغلبية ساحقة ، يمكنها أن تفعل الشيء الكثير لمنتخبيها ، لكنها هنا تأتي كما يأتي أولايأتي غودو ، حضورها كغيابها بالنسبة للأمة ، لأن الذين يتلفظون باسمها لا يجدون حرجا وهم يتحدثون في كل شيء ،إلا أن يمنحوا ذات لحظة ما كان حلما ، لا أفهم عندما يطالب الناس بالزيادة في الأجور و لا تلبي هذه الحكومة لناسها المحتملين رغبتهم ، نعم هناك مصاريف تقتضي من الدولة أن توفرها للطوارئ ، لكن هناك أيضا إحساس بالغبن اتجاه هذه الحكومة ، لأنها لم تعد تفكر إلا في مصلحة نفسها ، في حين أن الناس فهم إلى الجحيم .
عابرون في برلمانات عابرة
المكان معروف ، والكائنات البشرية موجودة ، والصوت على شاشة التلفزة يتم مسرحته بالطريقة المثلى ، لكن الذي لا يظهر هو الواقع أوالمجتمع ، يسار ويمين ووسط وفوق التحت تحت الفوق ، مثقف وتاجر ومعلم وسياسي ونقابي وشيوعي واشتراكي وإسلامي وليبرالي وعسكري وآخر يأتي بتأشيرة من الجهول ويدخل إلى القبة المبجلة التي هي أشبه بضريح يتبرك به ، كل من يلج دهاليزها إلا ويرفض أن يغادر ظلالها ونعمها .
في البرلمان يجلس البرلمانيون ويتداولون الكلام تلو الكلام ، والدكاترة وأصحاب الشواهد العليا والمجازون يصرخون ، ينهال عليهم أناس شداد مسخرون بالهراوات ، من منا نزلت عليه هذه الهراوة دون أن يصرخ ، البرلمانيون لايسمعون أصوات هؤلاء ، إلا السيد عالي الهمة الذي وعدهم بتصفية الملف ، كما هو شأن ملفات تحدثت عنها المعارضة التقليدية لكنها لم تنفد منها إلا الوهم .
عابرون في وزارات عابرة
يأتي الوزير إلى الوزارة منعما مكرما ، ويذهب ذات يوم وهو قد ألف المكان والكرسي الذي يؤثثه ، لكنه ينسى أن أحدا ينتظره في الخارج يطالبه بأن يِؤدي له فاتورة النقل والصنعة وأشياء أخرى ، أظن أن السيد الوزير سيِصرف كل ما جهز به مكتبه من مال النقال والصانع و....، وهكذا يعبرون في أماكن كما سنعبر نحن أيضا هذه الدنيا إلى الدار الأخرى .